مقالات فنيو الاشعه بمصر

مقالة مريرة يعتصر لها القلب

 
إخواني وأحبابي وأصدقاء مهنتي وخصوصا الشباب حديثي التخرج

 
بداية لايعرف الإنسان قيمة أبوه وأمه إلا بعد أن يصبح أبا أو تصبح أما كذلك فان هناك احساسيس طرأت علينا بعد أن قاربنا الأربعين ما كنا نحس بها من قبل نعم لقد تخرجنا من المعهد الفني الصحي وفتحت لنا الدنيا أبوابها وظللنا نعمل فيها بجد ونشاط ومن شغل إلي شغل من الحكومة إلي الشغل الخاص إلي المسجد إلي الكنيسة إلي العيادة الخاصة حتى إن بعضنا كان لايرجع إلي بيته باليومين والثلاثة جمعنا فلوس كتيرة معظمنا تزوج مبكرا أو أعان أهله وزوج أخواته وعمل مشروع لنفسه تذوقنا مرارة الغربة  المهم حتى لا أطيل عليكم
شغلنا من الراس الي أصبع القدم وما كنا نحسب للواقع المرير أي حساب
لي صديق غربة فني مختبر وزوجته فنية مختبر سافرا معا إلي احدي الدول العربية عملوا احلي قرش كل ما يتمناه أي شاب مصري شقة تمليك فخمة حساب في البنوك الخ الخ........................ 
ابنته الكبري علي أبواب الجامعة جلس معي والقلب تعصره المرارة وقال لي تخيل لو بنتي تعرفت علي معيد بالجامعة أبوه دكتور بالجامعة وطلب الزواج منها واخبر أبوه بذلك . وقال له أبوه أبوها شغال إيه ........... 
تري هل يوافق أبوه ؟؟؟ 

وكانت الإجابة مني وخصوصا وان ابنتي الكبري في سن بنته تقريبا . لا يوافق طبعا ربما يوافق لو كان أبوها ميكانيكي أو رجل مسكين أو صاحب بكالوريوس

 فقير وكانت الطامة الكبري عندما أخبرت زوجتي وهي فنية أشعة مثلي بذلك وقالت لي أكثر من ذلك قالت أنت أصلا لا تستطيع أن تلحق ابنتك الصغيرة بمدرسة محترمة في مصر لان معظم المدارس تشرط أن يكون الأبويين مؤهل عالي

أنا ابكي ألان وأنا اكتب هذا المقال

جاري خريج كلية الزراعة وزوجته خريجة كلية التجارة اللي مش لاقين يأكلوا وجوزها اللي شغال علي ما تفرج من فرنة إلي بنزينه إلي عتال ودائما ما تطلب مني وظيفة لزوجها أي حاجة وخلاص
أدخلت بنتها مدرسة تجريبي في مصر معرفش ادخل عيالي فيها إيه الهبل ده ايه قلب الموازين دي 
لذلك أهيب ألي كل فني أن يعتبر معركة البكالوريوس والنقابة حياة أو موت ولا يلهيه الشغل والفلوس والسفر عن ذلك كما لهينا نحن ونحس الآن بهذه المرارة

مشكلتنا أننا مش عارفين نكون حتى محمود يس في فيلم (انتبهوا أيها السادة ) ونصدر العبيطة ان لدينا عقول شغالة لدينا ثقافة ووضع اجتماعي اكتسبناه بجهدنا ولم تعطنا الدولة إيه  الموضوع جد خطير  
أنا دائما حامد لله علي وضعي وبحب مهنتي ولو رجع بي الزمن مش هكون أحسن بس ليه أهل الكفر في أوروبا يحترمون الزبال ويعرفون قيمته وينزلوه اعلي المنازل لان لولا هذا الزبال لهلكنا