الرئيسية » 2010 » مارس » 5 » الأمراض الوراثيّة في الدول العربية تفوق بكثير الأجنبية
10:09 AM
الأمراض الوراثيّة في الدول العربية تفوق بكثير الأجنبية

وجدت إحدى الدراسات ان الامراض الوراثية في الدول العربية تفوق بكثير الدول الاجنبية


أكدت الدكتورة حنان حمامي أستاذة علوم الوراثة البشرية في إدارة الطب الوراثي والتنمية في مستشفى جامعة جنيف في سويسرا على هامش المؤتمر العربي الثالث لعلوم الوراثة البشرية الذي عقد أخيرًا في دبي أن عدد الأمراض الوراثية التي تعاني منها مختلف الدول العربية تزيد عن 1000 مرض وراثي، بينما معظم الدول الغربية لا تعاني سوى من 60 إلى 70 مرضًا وراثيًا فقط.

وطالبت الجهات المعنية في مختلف دول المنطقة بتعزيز الأبحاث العلمية التي من شأنها الوقوف على الأسباب الحقيقية لتلك الزيادة المطردة في عدد الأمراض الوراثية ووضع الحلول الممكنة للحد من انتشار تلك الأمراض، فيما أوضحت أن المرض الو راثي رغم انه يمثل عبئًا على الفرد وعلى المجتمع، إلا إنه يعد الأداة الوحيدة لمعرفة وظائف الجينات في الجسم البشري ويمهد الطريق إلى رسم خارطة للجينوم البشري لدى العرب من أجل تطوير العلاج الجيني في الدول العربية. 

وأوضح الدكتور غازي تدمري المدير المساعد للمركز العربي للدراسات الجينية بدولة الإمارات أنه من بين كل 100 مولود في الدول العربية يوجد 7 مواليد مصابين بأمراض وراثية، وهي نسبة كبيرة تفوق مثيلاتها في مختلف الدول الأوروبية والأميركية، موضحًا أن أحد الأسباب الرئيسية لانتشار الإصابة بالأمراض الوراثية في الدول العربية يرجع لانتشار زواج الأقارب، مشيرًا إلى أن نصف الجينات في الخلية البشرية للطفل تأتي من الأم والنصف الآخر من الأب، لذلك فالإصابة تحدث عندما يكون كل من الأم والأب حاملان للجين المسبب للمرض الو راثي، مشيرًا إلى أن دولة الإمارات تعاني من تزايد مطرد في عدد الأمراض الوراثية لدي المواطنين والمقيمين ففي عام 2004 بلغ عدد الأمراض الوراثية 213 غير أن العدد بلغ حتى مطلع العام الجاري 247 ، مشيرًا إلي أن من بين الأسباب التي ساهمت في اكتشاف زيادة أعداد الأمراض الوراثية على مدار الأعوام السابقة توسّع الكادر الطبي في الإمارات بتخصصات جديدة مكّنت الباحثين من توصيف وتصنيف أمراض وراثية كانت غير مثبتة من قبل، غير انه أكد أن هناك بعض التخصصات الطبية ما زالت غير متوفرة في معظم مؤسسات الدولة مما قد يعزز فكرة وجود أمراض وراثية أخرى لم يتمّ الكشف عنها بالطرق العلمية بعد، فمن بين التخصصات الطبية التي تعاني من الندرة في مختلف المؤسسات الطبية في الدولة، سواء الحكومية أو الخاصة، الاطباء المتخصصين في الأسس الوراثية لأمراض السرطان لدى الأطفال،  أمّا التخصصات المفتقدة بشكل نهائي في الدولة فهم أطباء الأطفال المتخصصون بعلوم الأعصاب إلى جانب بعض التخصصات الأخرى.

وأوضح تدمري أن من بين ال247 مرضًا في الإمارات ينفرد المواطنون بنحو 100 مرض وراثي عن باقي الجنسيات العربية المقيمة في الدولة، أما الباقي من الأمراض فيختلط انتشارها بين المواطنين والمقيمين من الأشقاء العرب، مؤكدًا أن الأمراض الوراثية الأكثر انتشارًا وتأثيرًا على النظام الصحي بالدولة لا تتعدى 20 مرضًا وراثيا اتأتي في مقدمتهم أمراض الدم الوراثية بكافّة أشكالها (الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي واعتلالات خضاب الدم وغيرها من أمراض الدم المختلفة.

 ولفت الدكتور غازي إلى أن تغطية قاعدة بيانات الأمراض الوراثية التي يعمل عليها المركز العربي للدراسات الجينية لا تقتصر فقط على دولة الإمارات بل تشمل كافّة الدول العربية، مشيرًا إلى انه تم في خلال الأعوام القليلة الماضية استكمال كافّة البيانات الخاصّة بمملكة البحرين وسلطنة عُمان ودولة قطر، حيث أظهرت النتائج أن مجموع الأمراض الوراثية في الإمارات والبحرين وعُمان وقطر بلغت 488 مرضًا وراثيًا منها 207 ينفرد بها مواطني تلك الدول والباقي إما مشترك مع باقي الجنسيات العربية أو قاصر على مختلف الجنسيات.

وقال تشير بعض الأبحاث المحلية لدولة الإمارات إلى أن نسبة الولادات المُعْتِلّة في الدولة بلغت 16,6 في الألف في بعض المناطق ويرجع ذلك لأسباب عديدة أهمّها الحمل المتأخر، فما يقرب من   60% من الولادات لأمهات يبلغن من العمر ما بين 35 إلى 45 عامًا، إضافة إلى النسبة المرتفعة للزواج من الأقارب حيث تشير الإحصاءات إلى أن نسب الزواج من الأقارب ارتفعت خلال الجيلين الأخيرين من 39% إلى 50% من مجمل الزيجات في الدولة، منها 26% من إجمالي تلك الزيجات بين أقارب من الدرجة الأولى، ولأهمية هذه الظاهرة، فلقد تطرقت إليها العديد من الأبحاث الدولية التي صدرت من الإمارات والتي ربطت ما بين عادة الزواج بين الأقارب وانتشار الصفات الوراثية غير المستحبة، وأظهرت تلك الأبحاث انتشار نسب عالية من الأمراض الوراثية، في المناطق التي تتبع أسلوب الزواج من الأقارب بشكل متكرر، كذلك قدمت بعض الأبحاث نتائج تربط ما بين عادة الزواج بين الأقارب وانتشار اضطرا بات التعلّم بين الأطفال، والأمراض السيكولوجية، واعتلالات الجهاز العصبي المركزي، وتكرر حالات سقوط الأجنّة، وانتشار المتلازمات القاتلة، والأنواع الوراثية من الأمراض السرطانية

مشاهده: 446 | أضاف: mostafa | الترتيب: 0.0/0
شاهد هذا الفيديو
طريقة الدخول
تصويت
‪‬
إحصائية

المتواجدين بالموقع: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
التوقيت الان